لنأخذ مثالاً على الفرق بين التحليل الكمي والكيفي : تسلسل الطرق التحليلية المتبعة في اختبار المواد المحظورة في الألعاب الأولمبية , وتتضمن قائمة المواد الممنوعة حوالي 500 من المركبات ذات الفعالية المختلفة منها :المنبهات والستيروئيدات ومحصرات_ بيتا_ ومدرات البول والمخدرات الموضعية والمهدئات . لا تكشف هذه المواد عادة إلا عن طريق مستقلباتها . ويجب فحص العديد من الرياضيين بسرعة , وليس من السهل عملياً إجراء تحليل كمي مفصل لكل فرد .
توجد ثلاثة أطوار في التحليل : طور الإعداد السريع وطور التمييز وطورالتعيين الكمي .
في طور الإعداد تختبر عينات البول بسرعة لتحري وجود فئات المركبات التي لا توجد في العينات الطبيعية . وتستعمل لذلك تقنيات متنوعة تتضمن المقايسات المناعية ... التي تحدثت عنها في المنتدى ... , الكروماتوغرافيا الغازية والسائلة ... وقد تم بيانها أيضاً في المنتدى ... .
ويمكن أن يدل حوالي 5% من العينات على وجود مركبات مجهولة يمكن أن تكون ممنوعة أو غير ممنوعة ولذلك فهي بحاجة إلى تمييز . أما العينات التي يدور حولها الشك خلال طور الإعدادفإنها تخضع لدورة جديدة (مثل الحلمهة , الاستخلاص , التحويل إلى مادة أخرى مشتقة ) وفقاً لطبيعة المادة المكتشقة .
تمبز المركبات بعدئذ باستخدام تقنية دمج الكروماتوغرافيا الغازية مع مطيافية الكتلة (GCMS) المرتفعة الانتقائية . ففي هذه التقنية يتم فصل المزائج المعقدة بالكروماتوغرافيا الغازية ثم تكشف المكونات بمطيافية الكتلة التي تزودنا بمعطيات عن البنية الجزيئية للمركبات . إن الجمع ما بين معطيات مطيافية الكتلة وزمن اللفظ (Elution) من الكروماتوغرافيا الغازية يوفر كشف وجود مركب معين باحتمالية مرتفعة . لكن الكلفة الباهظة لتقنية GCMS والزمن اللازم للتعيين تجعل استخدامها مقصوراً على الضرورة فقط .
يجب إجراء التحليل الكمي لبعض المركبات بدقة بعد طور التمييز لأنها قد تكون موجودة بسويات منخفضة كما في الطعام والمستحضرات الصيدلانية والستروئيدات الداخلية المنشأ كما يجب التأكد من وجود المركبات ذات السويات المرتفعة . ويتم ذلك باستخدام تقنيات التحليل الكمي مثل المطيافية الضوئية أو الكروماتوغرافيا الغازية
منقول