قال رسول الله r : (( لا تزال قدما عبدٍ حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه ، وعن علمه ما فعله به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه ....)).
السائل : أيها الوقت العزيز ، هل يمكن أن نأخذ منك قليلاً ؟
الوقت : أنا حريص على نفسي ولا أستطيع التفريط بشيء مني إلا في علم نافع أو عمل صالح أو مصلحة راجحة .
السائل : أنت شخصية مهمة والناس في شوق إليك ، نريد بضعاً من الدقائق فقط .
الوقت : لا بأس ، ولكن بسرعة واختصار ودون تكرار .
السائل : عرف بنفسك ؟
الوقت : أعجب مخلوقات الله . أقسم بي ربي في كتابه . أنا الثواني والدقائق والساعات والأيام والسنين ، أنا الليل والنهار .
السائل : ذكر لنا شيئاً من صفاتك .
الوقت : إذا ذهبت لا أعود ، لا أقدر بثمن ، ولا بديل لي .
السائل : ماذا قال عنك الله في كتابه الكريم ؟
الوقت : قال تعالى:{وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [ النحل:12].
السائل : وماذا قال عنك الرسول r ؟
الوقت : قال رسول الله r : (( لن تزال قدما عبدٍ حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن علمه ماذا عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه )).
السائل : هل أنت من ذهب ؟
الوقت : يقولون ذلك عني ، وهو غير صحيح ، فأنا لا يمكن أن أعوض لا بالذهب ولا بما هو أغلى من الذهب .
السائل : ولماذا ؟
الوقت : لأني أنا الحياة ألم تسمع ( الوقت هو الحياة ) .
السائل : وماذا عنك أيضاً ؟
الوقت : قال الحسن البصري ( وقد كان يعتني بي اعتناءً فائقاً ) : ( اليوم الذي تطلع فيه الشمس ثم تغيب لا يعود أبداً ) وهو صادق . وقال أحد الحكماء ( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ) ، وقال يحيى بن هبيرة شيخ ابن الجوزي : ( وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة ، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم وهو يمر مر السحاب فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره وغير ذلك ليس محسوباً من حياته وإن عاش فيه عيش البهائم ، فإذا قطع وقته خير ما قطعه به النوم والبطالة فموت هذا خير من حياته ) .
السائل : من هم أصدقاؤك ؟
الوقت : كل من اهتم بي ويحرص عليَّ فهو صديقي ، وخيرهم نبينا محمد r